لايمكننا ان نقرا خطاب الملك محمد السادس بمناسبة عيدالعرش بمعزل عن خطاباته السابقة بنفس المناسبة تقريبا ولايمكننا اعتباره كلاما مرسلا الغرض منه شرح الحالة التي اصبح يعيشها المغرب حاليا والتي بالطبع يعرفها الملك عزالمعرفة وانما خطاب العرش جاء كمرحلة شبه نهائية وذلك لتقييم الوضع العام في المغرب الذي طالما انتقده الملك شخصيا والمعروف بربط المسؤولية بالمحاسبة وتقييم المشاريع الكبرى التي لم تراوح مكانها ولان الملك شخصيا انتقد الاحزاب السياسية وبعض المسؤولين الذي عبر عن عدم رضاه على ادائهم وهم في الغالب من اعضاء الاحزب التي تكون الحكومة التي طالما كانت محط انتقاد للملك لانها لم تقدم المطلوب ويبدو ان الاحزاب السياسية برمتها لم تستطع خلع جلباب التواضع الذي طالما لبسته من خلال تدبيرها الكلاسيكي للعملية السياسية حيث مازالت المناصب تعتبر كعكة يتم التهافة عليها من طرف الاصحاب والاقارب في تغييب تام لمبدء الكفائة التي كرره الملك محمد السادس مرارا على اسماعهم لذلك كان في مجمل ماذكره الملك في خطابه بمناسبة عيد العرش انه اكد مرة اخري على مبدء تكافئ الفرص والذي يعني اجمالا خلع لباس الحزب والانتماء السياسي والتسلح بالخبرة والكفائة اينما كانت لذلك فان المرحلة المقبلة بدون ادنى شك ستكون مرحلة الكفاءات وبالتالي لااستبعد ان تكون المرحلة المقبلة مرحلة التيكنوقراط لان الانتقادات المتكررة للاحزاب واعتماد الملك حاليا على بعض الوزراء من خارج الاحزاب يجعل المغرب يتجه الى نقطة الصفر في اعادة بناء المشاريع الكبرى وتحييد الاحزاب السياسية او تحجيمها داخل المشهد السياسي المغربي
يوسف بوجوال